المتابع لمسلسل المداح بطولة حمادة هلال يشعر وكأنه عمل فنى يغرد خارج السرب..يتمتع بخصوصية فنية مختلفة عن كل الاعمال الدرامية التى تعرض على شاشات رمضان..وهذا مافعله ايضا صناع العمل العام الماضى وكان مفاجأة للجميع سواء من الجمهور او صناع الدراما.

لذلك تشجعوا لتقديم جزء ثانى بفكرة أكثر عمقا ودراما اكثر إبداعا وتصاعدا فى الاحداث التى تشابك معها العلاقات والشخوص الدرامية بشكل اكثر تشويقا وإثارة للمشاهد..فضلا عن تطور الإمكانيات التى وضحت فى الصورة.

وبعيدا عن الصورة والشكل الذى يعد من أهم عناصر النجاح للعمل الفنى لابد أن نشيد بالفكرة والموضوع والسيناريو..ففى البدء هى الكلمة..الفكرة التى تتناول حياة المداح الرجل الصوفى الزاهد الذى حاد عن طريقه والخطأ مع أحداث الجزء الاول ولكنه عاد وتاب عن أخطائه وخطيئته التى أبعدته عن طريق الله..ولكن يبدو أن ضعفه ووهنه الذى أصابه عند بعده عن طريق الحق واستغلاله لما حباه الله به وتسليم نفسه الطمع لم يتركه فى حاله..

ومع أحداث الجزء الثانى تزداد الأحداث سخونة وإثارة وتشويق وسط غموض ولغز يحاول المداح كشفه وحله بتقربه من الله وبمساعدة ناسه الطيبيين..وفى هذآ الدور أبدع حمادة هلال الذى وضح عليه النضج الفنى ..الذى جعله يدخل إلى عمق الشخصية بكل تفاصيلها ومفراداتها ويمتلك كل أدواتها التى وصل معها إلى درجة التوحد الوجداني الذى اقنع المشاهد بأنه المداح حقيقي وليس مجرد خيال فى عمل فنى..الجمهور نسى حمادة هلال وبدأيراه التعايش معه على أنه المداح بجد..وحقيقة تشعر أن المداح ( لبس) او التبس حمادة هلال بجد جدا.وهذا هو قمة النجاح لأى فنان..ورغم ان حمادة هلال يمتلك لدى المشاهد خلفية انه فنان ملتزم فى الأساس إلا أن تجسيدا للدور لم يكن بالسهولة التى يومها البعض بل على العكس حمادة لم يعتمد على ذلك من الاستسهال وقرر خوض الصعب حتى أقنع المشاهد بأنه المداح..

وطبعا فى ظل وجود نجم بحجم وثقل احمد عبدالعزيز ازداد المداح جمالا وإبداعا..كما أن هبة مجدى تعد مفاجأة المداح الذى غير شكلها تماما وصورتها الذهنية لدى الجمهور الذى تعود عليها البنت الطيبة الكيوت..فضلا عن خالد سرحان وتامر شلتوت الذين أبدعوا فى تطور شخصياتهم الدرامية مع الجزء الثانى وخاصة تامر شلتوت التى تحيط بها كثير من الغموض..وطبعا ظهور النجوم الكباراحمدبدير وجمال عبدالناصر يزيد من جمال المداح جمالا..والنجمة حنان سليمان ما كل هذا الابداع تشعر وكأنها جمعت كل خبرات السنين لتبدع بها مع شخصية ام حسن..وولاء الشريف التى نجحت فى الوصول إلى قلب المشاهد وكل هذا يحدث مع مخرج نجح فى إخراج احسن ما فى كل عنصر من عناصر العمل

وهذا مع الثلث الأول من الحلقات ويبقى الحكم كاملًا بعد عرض العمل ككل الذى يسير فى طريق النجاح والتغريد فى سماء مختلقة.